هل البعد يزيد الحب عند الرجل ؟

أي علاقة حب بين الرجل والمرأة معرضة للمشاكل التي تؤدي بدورها إلى البعد، مهما كان الحب صادقا وكبيرا بينهما،ومهما كانا شخصين متفاهمين، لكن ذلك لا يكفي في بعض الأحيان لتجاوز المشاكل التي تواجه أي حبيبين، فلا يجدا أمامهما أي خيارآخر غير إنهاء العلاقة والبعد، سواء كان ذلك قرار الرجل أو المرأة، كما أنه توجد حالات "بعد" أخرى لا تعني بالضرورة انتهاء العلاقة، لكن الظروف قد تضطر الشريكين إلى الإبتعاد عن بعضهم لفترة بدون قطع العلاقة التي بينهما. لكن السؤال الذي يطرح نفسه في كل مرة هو: هل يكون البعد عاملا إيجابيا في هذه العلاقة أم العكس؟ هل يزيد الحب عند الرجل أم أنه يجعل مشاعره اتجاه المرأة التي يحب تبرد وتنطفئ؟

هناك الكثير من قصص الحب التي أثبتت أن البعد يزيد من الشوق، على عكس المثل المنتشر، البعيد عن العين، بعيد عن القلب، فهذا المثل لا ينطبق على المتزوجين فبعد الزوج عنه زوجته لفترة، يعمل على زيادة الشوق وجعلهم أكثر اشتياقا لبعض. إذن لنتفق أن البعد في بعض الأحيان يزيد الحب عند الرجل، ولكن دعونا لا ننسى أنه إذا تجاوز الحد، فسينعكس الأمر، لأنه وكما نعلم أنه عند زيادة الشيء عن حده ينقلب ضد الشخص، فإذا كانت فترة الغياب طويلة جدًا بينهم قد يحدث الجفاف بين الرجل والمرأة مما يجعلهم يتعودون هذا البعد ويصبح أمرا عاديا. ففي بعض الحالات قد يكون البعد فيها سببا قويا من أسباب الخلافات والمشاكل الكبيرة ، تكون الإجابة في هذا الحالة أن البعد سوف يؤثر بشكل كبير سلبيا، وفي حالة إذا كان قرار البعد لسبب مشاكل وخلافات كبيرة يصعب المسامحة عليها من طرف الرجل، فالرجل يصعب أن يأخذ قرار المسامحة وزيادة الحب على العكس ينتهي. وقد يتمسك كلا الطرفان بالكبرياء بشكل كبير، مما يجعلهم أكثر بعدًا عن بعضهم ما قد يتسبب في جفاف المشاعر بينهم.

إذن الأمر يختلف من حالة لأخرى ومن رجل لآخر، فيتواجد مجموعة من الرجال تكون سريعة النسيان وقليلة المشاعر، كما يتواجد مجموعة أخرى، فهم رجال متوسطو النسيان، أي رجال يحبون بصدق، ويوجد احتمال كبير لشوقهم لحبيبتهم، ولكن يتمسكون بمبدأ انفصالهم ويختارون البعد، أما بالنسبة إلى المجموعة الأخيرة فهي رجال لا تنسي، فيمتلك هذا الشخص الحب الكبير إلى حبيبته، التي لا يتمكن من نسيانها على العكس، يظل قلبه وفكره مشغول بشكل دائم بالتفكير بها والاشتياق إليها.