هل ينسى الطفل الضرب والتعنيف ؟
تفيد الدراسات والتجارب العلمية والاجتماعية بأنه من المحتمل أن لا يتذكر الطفل ذكريات الطفولة المبكرة وخاصة اذا كان عمر الطفل تحت سن الثالثة أو الثانية، و يعتمد ذلك الأمر على عدة أمور أهمها مدى قوة الضرب و صعوبة التجربة والظروف التي تحيط بالطفل.
يعلق في ذهن الطفل المشاعر والمشاهد والأصوات وحتى الروائح المرتبطة بالصدمة، وعندما تمر عليه أمور مماثلة كأن يشم الطفل نفس الرائحة يتذكر الصدمة و حادثة الضرب و التعنيف.
كما تترك في الطفل أثار يصعب التخلص منها ، وتأثر على نفسيته و شخصيته طوال حياته، و لذلك لا يجب تعنيف و ضرب الطفل ، و يجب اتباع طرق التربية الايجابية في تهذيب سلوكه ، كما يجب سن قوانين تحمي الطفل من العنف الأسري و معالجة آثار الضرب النفسية للأطفال المعنفين .
ما هي الاثار النفسية لضرب و تعنيف الطفل ؟
استجابات الأطفال للضرب والعنف تكون مختلفة ، ولكن جميع الأطفال يتألمون جسدياً وكذلك نفسياً، فالآثار النفسية للضرب والعنف الجسدي على الطفل كثيرة نذكر منها :
• العزلة الاجتماعية : يميل الطفل المعنف الى الانطواء و يفضل العزلة، و فقدان الرغبة في الخروج واللعب مع أقرانه .
• اضطرابات في النوم والشهية: و هذه من علامات اكتئاب الطفل سيكون هناك تغيير ملحوظ في نومه وشهيته للطعام؛ كما يعاني من الكوابيس أثناء النوم و الخوف من الأشخاص المحيطين به ، كذلك قد تزيد شهيته كثيراً أو تقل .
• صعوبة في التركيز: يصبح الطفل المعنف ضعيف التركيز في المدرسة، مما يؤثر على تحصيله الدراسي .
• آلام جسدية: كالصداع وآلام المعدة وضيق التنفس وغيرها من الأعراض الجسدية التي قد لا تكون على صلة مباشرة بالضرب بقدر ما تكون انعكاساً نفسياً لحالة القلق التي يعاني منها الطفل المعنّف.
• السلوك العدواني : يصبح الطفل أكثر عدوانية و يؤذي الأصغر منه والأضعف من الأطفال ، حيث يمارس دورة العنف الجسدي والضرب، فيتخذ الضرب سلوك اعتيادي في تعامله مع غيره وكما يصبح أكثر عنفاً .
• قبوله بالضرب والتعنيف: فقد تكون ردة فعله معاكسة لما سبق؛ فيقبل بالضرب وبالتعنيف اللفظي والجسدي من الناس دون اعتراض.
• مشكلات في الشخصية: حيث يعاني الطفل من ضعف الثقة بالنفس، وقد يعاني أيضاً من عقدة النقص والأنانية وغيرهم من المشكلات التي تساهم في تكوين شخصيته .