الحنين المفاجئ لشخص ما هو سببه ؟
إنّ المشاعر تُعتبَر من أسمى الأشياء المميِّزة للبشر وللكائنات الحيّة جميعها ... والحنين هو نوع قاسٍ من المشاعر، فهو اشتياقٌ حزين ممزوج باكتئاب وبُعد إجباريّ عن الأشخاص أو الأماكن.
والحنين شعور يمكن أن يكون موجّهًا لشخصٍ أو لمكانٍ أو لشعورٍ حتّى.
ولتفسير شعور الحنين المفاجئ لشخصٍ ما والأسى والحزن المرافق لهذا الشّعور فيمكننا الاستناد على النّظريّة النّفسيّة والّتي تنصُّ على أنّ النّفس البشريّة عبارة عن مزيج من المشاعر، وتلك المشاعر مسؤول عنها العقل الباطن بما يُمليه عليه العقل الظّاهر تبعًا للمؤثّرات الخارجيّة الّتي تحيط بنا.
فيمكن أن نكون قد تأثّرنا بغياب شخص ما، وأخذنا وقتنا في الشّفاء النّفسيّ من الألم المرافق لذلك الحَدَث، وبدى لنا ظاهريًّا أنّنا قد تعافَينا من ذلك الألم، لكن بحقيقة الأمر أنّ عقلنا الباطن ما زال متأثّرًا بذلك الغياب وحزينًا بسببه لكنّه يكتم هذا الشّعور ويجحبه عنّا، وما إن يتظاهر أمامنا أيّ شيء يذكّرنا بذلك الشّخص (كأن نرى صورته أو أن نجلس بمكان سبق وأن جلسنا به معًا) فذلك سيُحفّز عقلنا الباطن على تذكّر ذلك الشّخص والحنين له وإعادة مشاعر الأسى المرافقة لموقف البُعد ... دون أن نشعر أو ندرك أنّ السبب هو عدم الشّفاء الكامل لنفسنا الدّاخليّة.
ويمكن أيضًا أن يكون الحنين بسبب أنّ نفسنا الدّاخليّة أو روحنا قد استقرّت عندما وجدت ذلك الشّخص وكانت قريبة منه ... وعند غيابه فإن النّفس فقدت استقرارها وتوازنها الدّاخليّ وبذلك تبقى بألمٍ دائمٍ، قد يكون هذا الألم ظاهرًا تارةً يمزُّق القلب، وقد يكون خفيًّا تارةً أخرى يتظاهر على شكل مللٍ وهمٍّ لا ندري سببه.