هل الحبيبين يحسون ببعض ؟
يقول الأقدمون بأنّ الزّوج والزّوجة (أو الحبيبَين بشكل عامّ) يصبحون "جسدًا واحدًا"، وهذا لا يعني أنّ أحدهما سيفقد هويّته؛ ولكنّه يعني أنّ كلًّا منهما سيعيش حياة وإحساس الآخر بطريقة عميقة وفعليّة.
وما أكثر الحكم الّتي نأخذها من أفواه الأقدمين، فما يقولونه بأنّ الحبيبَين يصبحان أشبه بجسد واحد صحيحٌ كلَّ الصّحّة، فهما روحٌ واحدة بجسدَين، وهذا إن دلَّ على شيء فهو يدلُّ على أنّ الحبيبَين يشعرون ويحسّون ببعضهم كلّ الإحساس، فهم كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسّهر والحمى.
أمّا من وجهة نظر نفسيّة، فالعقول الباطنة للأشخاص دائمًا ما تتّصل ببعضها وتتخاطر بطريقةٍ غير مباشرة، فما أكثر الحوادث الّتي تمرُّ بنا وتجعل قلبنا ينقبض فجأة على شخصٍ حبيب لنا وإذ يكون قد حدث له مكروه ما، أو ممكن أن نفرح فجأة ونشعر وكأنّ حبيبٌ قادمٌ إلينا وإذ بالشّخص المحبوب يطرق باب منزلنا ليزورنا.
فالمحبوبَان دائمًا ما يشعرون ببعضهم البعض، فالعقول الباطنة تتخاطر، كما أنّ المحبوب يفهم حبيبه بشكل لا إراديّ، ف لمعة العين ونبرة الصّوت وحتى اللّمسة الحانية يمكن أن تمكّن المحبوب من معرفة ما يجول بخاطر حبيبه أو حبيبته وتعرّفه من شعوره وإحساسه؛ لأنّ الحبَّ الصّادق يجعل الحبيبَ يحفظ محبوبه عن ظهر قلبٍ ويجعله على معرفة تامّة بكلّ إحساس وشعور كما يعرف ردّة فعل محبوبه تجاهه.
وهكذا نجد أنّه فعلًا الحبيبَين يحسّون ويشعرون ببعضهم ولَو كان بينهم مسافة كبيرة ... ولو كان بينهم الهند والسِّند.