ما هي علامات الاشتياق عند الرجل بعد الفراق ؟

إنّ الشّوق من المشاعر المؤلمة الحزينة، الّتي إن حلّت بالقلب أتته دون أن تطرق الباب ودخلته فأحالته قِطعًا وحُطامًا، كلّ قطعة منه تسعى وتحاول جاهدة أن تلقى الحبيب بشتّى الطّرق على أمل التّخلّص من هذا الألم الشّديد المرافق للشّوق.

وعلامات الاشتياق عند الرّجل بعد الفراق عن محبوبته تكون مختلفة ومتعدّدة، وذلك تبعًا لاختلاف طبع الرّجال وشخصيّاتهم.

فبعض الرّجال عند الاشتياق لمحبوبته يجد أنّ الحلّ الأفضل هو الانزواء في كهفه (الكامن داخل عقله) بعيدًا عن كُلّ ما يُلهيه عن التّفكير بمحبوبته ... فتراه دائمًا مشغول الفكر سارحُ الخيال، دائم التّفكير بمحبوبته، ممّا يُلهيه عن أيّ نشاطٍ فكريّ أو عمليّ آخر يقوم به ... وهذا ما يجعله شاحبًا سلبيًّا مكتئبًا ضعيف النّشاط مُثبَّط العزيمة لا يقوى على فعل أيّ شي مفيد.

والنّوع الآخر من الرّجال تراه يتّخذ من الاشتياق دافعًا له للمُضي قُدُمًا سعيًا في إنهاء عمله أو تحصيل ماله والتّخلُّص من الفراق وألمه بالعودة إلى محبوبته هانئ البال مرتاح السّريرة ... فتراه إيجابيًّا في عمله مُتقنًا له يعمل بجدٍّ وكدّ وسرعة.

وهناك أيضًا نوع من الرّجال تراه يتّخذ الاشتياقَ مبرّرًا لكلّ عملّ أو فعلٍ شنيع يقوم به ... فتراه يُدمن التّدخين والكحول والكثير من العادات السّيّئة (كالزّنى أو القمار) مبرّرًا ذلك بأنّه يريد التّخلّص من ألم الفراق ونسيانه.

أمّا النّوع الأخير من الرّجال فذلك الّذي تراه يكدح ضمن فترات عمله ساعيًا بجدٍ في تحقيق هدفه بأسرع وقت ممكن ومُركّزًا كل التّركيز في عمله ... لكن بساعات اللّيل عند بقائه وحيدًا تراه مُنزويًا ومتقوقعًا على ذاته كالطّفل المُحتاج لحنان أمه وعطفها.

وبالنّهاية فإنّ للفراق ألمٌ لا يشعر فيه إلّا صاحبه ... قد تتعدّد صور التّعبير عنه سواءً بشكلٍ إيجابيّ أو سلبيّ ... لكنّه يسبّب ألمًا نفسيًّا شديدًا يدوي صداه عاليًا داخل النّفس الإنسانيّة.

وهذا الرّجل المشتاق لحبيبته تراه دائمًا ما يحاول تعويضها عن لحظات الفراق الأليمة، فتراه يعِدُها دائمًا بأنّ الأيّام القادمة ستكون أجمل وأفضل، وبأنّه عند لقائهم لن يفرقهم بعد ذلك سوى الموت، وتراه دائمًا ما يسامرها ويحدّثها أطيب الأحاديث كما يبعث لها الهدايا ويوصي كلّ أفراد العائلة بالاعتناء بها والاهتمام بنفسيّتها، كما تراه دائمًا يحاول مساعدتها وحلّ مشاكلها بأيّ طريقة ممكنة، ومع كلّ هذا لا ينسى مغازلتها وملاطفتها بأجمل العبارات والكلمات، كما تراه يسرد لها كلّ الأحداث الّتي تمرّ معه ليُشعرها بأنّها معه دائمًا إن لم يكن بالجسد فهي بداخل وبأعماق القلب...

وإن كان الرّجل من المهووسين بمواقع التّواصل الاجتماعيّ فستراه دائمًا ما ينشر عن حبيبته ويحاول أن يُظهر للنّاس كلّهم أنّ هذه الفتاة هي أميرة القلب وملكة الفؤاد.