ما هي أسباب نفور البنت من الزواج ؟
انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج، وخاصة عند الفتيات اللاتي أصبحن يرفضن الخوض في حديث الزواج والنفر من الخطاب، لأسباب معينة تختلف من فتاة إلى أخرى.
الزواج في الإسلام
حث ديننا الحنيف عن الزواج وجعله آية من آيات الكون، وأحد النعم التي امتن الله تعالى بها على عباده؛ ليكون وسيلة لاستمرار الحياة وتعمير الأرض، كما أنه يحمي الإنسان من فعل الفواحش والمحرمات فيقول الله تعالى: " وَمِن آيَاتِه أن خَلقَ لكم من أنفسِكم أزواجًا لتسْكنوا إليهَا وجعلَ بينكم مودةً ورحمةً إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرُون" . [الروم ٢١]
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يامعشرَ الشبابِ من استطاعَ منكمُ الباءة فليتزوجْ، فإنه أغضُّ للبصر وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" رواه البخاري
حكم رفض البنت للزواج
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن" قالوا: يا رسول الله كيف إذنها؟ قال: إذنها صمتها".
ومن هنا جاء الحكم بأن البنت لا تجبر على الزواج، وليست هناك ضرورة لإجبارها، غير تقديم النصح في حال الرفض والامتناع.
أسباب نفور البنت من الزواج
تقابل بعض الفتيات الزواج بالرفض، ولا تفضل حتى الخوض في الحديث عنه وذلك راجع لعدة أسباب يمكن أن نذكر منها:
- التركيز على رفع المستوى التعليمي، وتحقيق الشهادات وطموحاتها في الحصول على المراتب العليا في العمل.
- البحث عن الحرية، بعيدا عن الارتباط الذي ترى أنه يقيد حريتها الشخصية ويمنعها من التمتع بالاستقلالية في اتخاذ القرارات.
- التعرض للتجارب الفاشلة، سواء أكانت هي من عاشت ذلك أو سمعت ما يحكى من نماذج في أوساط المجتمع من مشاكل تعترض نجاح الزواج.
- الهوس بالمظهر الخارجي، وما قد يسببه الزواج من تغير في الشكل والتعرض لبعض المشاكل الجمالية بعد الحمل والولادة، يجعل البنت شديدة الحرص على عدم تناول موضوع الزواج أو إلغائه من قائمة أحلامها.
- الأحلام الوردية، وخوفها من عدم الحصول على فارس الأحلام الذي يحقق رغباتها، ويجسد الحياة التي رسمتها في مخيلتها؛ إذ تصطدم بواقع أن الحياة صعبة وليست كما تتخيلها وليست كما ارتسمتها من خلال الحكايات والروايات، فتفضل النفور من الزواج.
- الخوف من تحمل المسؤولية، وما يتبع الزواج من اهتمام المرأة بزوجها وبيتها ورعاية أطفالها؛ إذ تفكر البنت أنه عبء ليس لديها القدرة على تحمله وبذل الجهد في سبيله.
يبقى الزواج أهم مدرسة، ومرحلة قد تمر بها الفتاة في حياتها، وعليها العمل على إيجاد الحلول المناسبة وأخذ النصح والإرشاد في سبيل تصحيح مفاهيمها والتفكير في بناء حياة أسرية يسودها التفاهم والود والاحترام وتحقيق السعادة.