المراه بدون رجل لا تساوي شيئا مع او ضد ؟

خُلِقَ الإنسان في هذه الدّنيا وجُعِلَ منه الزّوجَين الذّكر والأنثى.

ومن كلّ شيء خُلِق زوجَين، سواء الإنسان أو الحيوان أو النبات، فمن كلّ شيء خلق الله تعالى الزّوجين الذّكر والأنثى لتستمرّ الحياة ويحدث التّناسل.

والله جعل في المجتمع البشريّ ذكر وأنثى، ولم يميّز بينهما أبداً، فلا فرق بين ذكر أو أنثى، أو عربي أو أعجميّ إلّا بالتّقوى والعمل الصّالح.

ومن زمن بعيد تغنّت الشّعوب بالمرأة وبأنها نصف المجتمع وبأنّها مدرسة إن أعددتها أعددتَ جيلًا طيّب الأعراق، فالمرأة فعلًا نصف المجتمع وهي عنصر أساسيّ من عناصر الحياة فلولاها لما استمرّت الحياة ولما قامت البيوت.

وأهمّية المرأة الكبيرة تظهر بشكل خاصّ مثلاً عندما تتوفّى الأم في المنزل، فترى الأطفال يضيعون ولا تعُد للمنزل بهجته الّتي كانت موجود فيه قبل وفاتها... فالمرأة تثبت جدارتها وأهمّيّتها في كلّ مكان تتواجد فيه سواء في المنزل أو العمل أو أيّ مكان آخر.

وفي هذه الأوقات، دائمًا ما يردّدون عبارة (المرأة بدون الرّجل لا تساوي شيئًا) وهنا ولهذا السّبب قامت الحركة النّسويّة لتثبت أنّ المرأة تستطيع الاعتماد على نفسها بعيدًا عن الرّجل.

وإن أردنا الحديث بمنطقيّة، فالله خلق الذّكر والأنثى وأودع في كلّ منهما حاجة في الآخر، فكلاهما يحتاج الآخر شاء أم أبى.

فكما أنّ للرجل حاجة شديدة للمرأة، فالمرأة أيضًا كذلك الأمر.

فبالنسبة للمرأة، فهي كائن لطيف رقيق، تحبّ أن يكون هناك شخص مسؤول عنها وسند لها سواء من النّاحية المادّيّة أو من كلّ النّواحي الأخرى.

وتحب أن يتواجد شريك حياة تعرض له جمالها ويتغزّل بها.

كما تحبّ أن يتواجد شخص تهتّم فيه وتعطيه جرعة من الحنان الكبير المكنون في قلبها.

فأنا ضد عبارة (المرأة بدون الرّجل لا تساوي شيئًا) وضد عبارة (الرجل بدون المرأة لا يساوي شيئًا)؛ إذ أنّ في داخل كلّ منهما حاجة للآخر ... حتّى وإن استطاع كلّ منهما تأمين احتياجاته بعيدًا عن الطّرف الآخر، لكن يبقى في داخل كلّ منهما حاجة خفيّة للآخر.