هل القولون يسبب ألم في الظهر والصدر ؟

بكل تأكيد يمكن للقولون العصبي أن يسبب الألم و الكثير من الألم في الواقع في الظهر و الصدر.

يتألف القولون من القولون الصاعد و المستعرض و النازل و السيني، و جميع هذه الأقسام هي تُشكِّل ما يدعى بالأمعاء الغليظة، و عند اضطراب آلية عمل الأمعاء الغليظة مثل الانسداد أو اختفاء الحركات الحوية أو حتى زيادة الحركات التقلصية لدى القولون، فإن هذا كله قد يسبب بروز شعور الألم. 

لعلّ َأكثر ما يسبب الألم القولوني هو حالة مرضية تدعى بالقولون العصبي؛ و هي حالة تتشنج فيها الأمعاء الغليظة و تكون حركتها التقلصية شديدة جداً و مسببة لكمية كبيرة من الألم، التي قد تنتشر في معظم زوايا الجسم حيث أن الألم الكولوني يحب الزوايا و الانحناءات، فقد نرى الألم في الظهر و عند مستوى القلب و الخواصر. 

القولون العصبي تتحرض نوباته بسبب بعض الأطعمة مثل المقالي أو التوم و غيرها، فلكل شخص في هذا المرض نمط خاص به من الأغذية التي قد تسبب له الألم و التي عليه أن يتجنبها لكي يقي نفسه من هذه الهجمات الموجعة. 

يمكن معالجة هذه النوبات باستعمال حبوب مثبطة للجهاز نظير الودي مثل حبوب ديناكسيت و ذلك لكي نبطئ من رتم الحركات التقلصية التي تقوم بها الأمعاء، مما يسبب الاسترخاء و الراحة للمريض.

يتم التحكم بالعضلات الهيكلية من قبل الدماغ و تكون الحركات الناشئة عنه إرادية تماماً، و لكن العضلات الملساء فهي تخضع لسيطرة الجهاز نظير الودي، و بالتالي الحركات الناتجة عنه تكون غير إرادية على الإطلاق.

في حالة القولون العصبي يزداد تنبيه الجهاز نظير الودي مما يسبب تشنج حركية الأمعاء الغليظة، و لذلك نشعر بالألم الشديد حينها.

يجب مراقبة الطعام بشكل يومي لاكتشاف الأكل الذي يحرض هذا التنبيه الزائد للجهاز نظير الودي حيث أن هذا النوع المحدد من الغذاء يختلف بين شخصٍ و آخر، و عند تحديد السبب يصبح واجبٌ علينا حماية أجسادنا من الإرهاق و التعب بتجنب هذه الأكلات المؤذية لاستقرار جهازنا النظير ودي و راحتنا النفسية.